أنقل لكم هذا الموضوع لما فيه من أهمية بمكان لصناعة الألعاب التعليمية التي نطمح لتقديمها لجيل الغد ...أرجو منكم الاضطلاع .. وتقديم النصائح والإجابة عن بعض الاستفسارات .
في السادس من مايو عام 1992م، وفي ريو دي جانيرو (البرازيل)، قرر الاتحاد العالمي للرياضيات إعلان سنة 2000 سنة عالمية للرياضيات، لتكون مناسبة يتم فيها الاحتفاء بدور الرياضيات في مسيرة التطور الحضاري، كما تمكن الرياضيين من التوجه إلى العموم، لتحسين صورة الرياضيات وتبديد مشاعر النفور منها وربما الكره لها، وقبل ذلك كله التوجه إلى أنفسهم لطرح الأسئلة المصيرية عليها حول الدور المستقبلي للرياضيات، وحول عالمية التفكير الرياضي ومساهمة الرياضيات في تنمية التفكير المنطقي.
ولهذا كله فإن الفرصة كانت سانحة للمشتغلين بالرياضيات علماً وتعليماً لكي يدلوا بدلائهم ويبادروا بإقامة نشاطات تواكب هذا الاحتفال الكبير. وأرى شخصياً أنه من الأجدى التوجه بهذه النشاطات إلى طلاب المدارس لكي «تشرح» لهم الرياضيات: فلسفتها وتاريخها وآلياتها وطبيعتها، وذلك عبر التطرق إلى مواضيع قديمة وأخرى جديدة، ولكن غير مألوفة لدى الطلاب، تتناول مسائل ملموسة بينة الأهمية، وتبيين كيفية حلها في السابق وكيفية تطور المفاهيم التي تتضمنها، وصولاً إلى إدخال شيء من التجريد - بالتدريج وبعيداً عن التعقيد - مع تبيان الحاجة إلى ذلك، وما نجنيه منه من تبسيط في طرح المسألة وفي حلها على حد سواء.
أضرب مثالاً على ذلك المعادلات من الدرجة الثانية وكيفية طرحها وحلها من طرف العالم الرياضي الشهير الخوارزمي. فطرحها كان خالياً من الرموز الرياضية لم يكن هناك سين بعد ولا صاد، كما كان يوحي إلى كونها تحل مسائل حقيقية (مالية)، وكان برهانها هندسياً، وقد صيغت في ست معادلات مختلفة وحدتها الصيغة المجردة الحديثة، وهذه إحدى مزايا التجريد! كل هذا يجعل من المحاضرة دعوة إلى الرياضيات وتقديماً لوجهها الصحيح.
وأغتنم هذه الفرصة لمناقشة موضوع أساسي، ألا وهو سبب هذه الصورة غير المشرقة التي لازمت الرياضيات، وكيف السبيل إلى «تلميعها»؟ لاشك أن أحد الأسباب الكامنة وراء الصورة الاجتماعية الكالحة للرياضيات هو طريقة تدريسها للنشء: طريقة جافة تركز على التلقين والحفظ وتهدف إلى «تعليم العد بدلاً من مفهوم العدد»، فتبدو كأنها شيء مصطنع لا علاقة له بالواقع، وهذا ما يجعل الطالب يستصعبها، فضلاً على أنه لا يرى لها فائدة تجنى، خصوصاً أن الرياضيات لا تقدم نفسها في الحياة اليومية على شكل حل لمعادلة أو حساب لتكامل، الشيء الذي لا يفهمه إلا ذو حظ وافر في هذه المادة، بل تستتر وراء كل إنجاز تقني، خصوصاً في مجتمع الاتصالات الذي نقدم عليه. لكن هناك أسباباً أخرى لصيقة بجوهر الرياضيات تجعل بعض الناس يستشكلونها، كاختلاف المنطق الرياضي عن المنطق «المألوف»، إذ المنطق الرياضي أشد صرامة حيث يرفض كل نتيجة لم تبن على المناقشة الاستنباطية - الاستنتاج الرياضي - بينما يمكن الإنسان «العادي» الذي لا يحصر نفسه داخل إطار المنطق الرياضي أن يقتنع باستخدام تعميم لحالات خاصة، أو لعدم وجود مثال مضاد.
لكن أعود وأقول إن الأمر في النهاية يرجع إلى تعليم الرياضيات وشرح طبيعتها على أنها «بلاد لها قوانينها الخاصة التي تلزم كل من يدخلها، فإذا خرج منها فهو حر في العودة إلى «قوانينه الطبيعية»، على أنه لا مجال للمفاضلة بين قوانين «بلاد الرياضيات» وقوانين «الطبيعية».
لهذا كله يجب على تعليم الرياضيات (مرة أخرى) أن ينصف جانباً «لماذا نحصل على هذه النتيجة؟» أمام جانب «كيف نستخدم هذه النتيجة؟»،
إذ الرياضيات ليست مجرد وصفات، ليست هذه هي لب الرياضيات، بل قشورها، وإن أي تلقين للرياضيات هو قتل لها، وهذا واقع مع الأسف الشديد، حيث بلغ الأمر درجة «تحفيظ الرياضيات» على غرار المواد الأخرى. لا عجب إذاً إن لم ير للرياضيات من فائدة. وثالثة الأثافي استخدام الرياضيات كمصفاة لفرز الطلبة في الكثير من التخصصات، حتى لو كانت هذه التخصصات لا تمت إلى الرياضيات بصلة، وذلك نظراً لتزايد أعداد الطلبة وعدم القدرة على استيعابهم، ما زاد الطين بلة وجعل الطلبة يكنون الكره للرياضيات وعمق الإحساس بعدم الحاجة إليها.
قبل الختام أود أن أورد ملاحظتين: الأولى تتلخص في ضرورة وجود طريقة واستعمالها، تمكن مدرسي الرياضيات من النقاش وتبادل الخبرات، كما هو معمول به في سائر البلدان المتقدمة، كما تمكنهم من عرض تجاربهم وآرائهم في هذا الميدان، وخصوصاً في عصر الإنترنت الذي نعيشه.
أما الملاحظة الثانية فهي عبارة عن فكرة إيجاد كتاب رياضيات مساند للكتاب المقرر ومكمل له، يدرب الطالب على التفكير الرياضي السليم وعلى حل المشكلات، بعيداً عن التلقين للمهارات الحسابية المجردة، وبأسلوب مشوق قد يتخذ شكل الألعاب والألغاز، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن التدريب على حساب المجاميع يكون أجدى لدى الطالب إذا تم عبر استخدام لغز المربع السحري، لما فيه من الإثارة ومن قدح لزناد الفكر، كما أنه فوق هذا كله ينطوي على وسيلة للتصحيح الذاتي، فكيف للمعلم أن يحرم نفسه وطلابه من وسيلة تعليمية كهذه، ويكتفي بتمارين حسابية ليست لها أهداف هادية ولا إثارة حادية.
((هنا أحب أن أعلق ... فكروا معي بلعبة لتعليم الرياضيات ...كيف تتخيلونها؟؟ وهل بالإمكان الاستفادة من القدرات البرمجية الموجودة في الألعاب ثلاثية الأبعاد لخلق واقع افتراضي جديد يدرس الرياضيات بطريقة ممتعة مرتبطة بالتطبيق العملي لها في حياتنا ... بلغة عربية وكم تعتقدون بأن منهاجا كهذا سيأخذ من الوقت والجهد ...ليقدم الى جيل الغد الذي نعتمد عليه لانجاز النهضة...))
التعليق على مشاركة wafaa sofanati في July 17, 2006 12:36 :
> أما الملاحظة الثانية فهي عبارة > عن فكرة إيجاد كتاب رياضيات مساند للكتاب المقرر ومكمل > له، يدرب الطالب على التفكير الرياضي السليم وعلى حل > المشكلات، بعيداً عن التلقين للمهارات الحسابية المجردة، > وبأسلوب مشوق قد يتخذ شكل الألعاب والألغاز، فعلى سبيل > المثال لا الحصر، نجد أن التدريب على حساب المجاميع يكون > أجدى لدى الطالب إذا تم عبر استخدام لغز المربع السحري، > لما فيه من الإثارة ومن قدح لزناد الفكر، كما أنه فوق > هذا كله ينطوي على وسيلة للتصحيح الذاتي، فكيف للمعلم > أن يحرم نفسه وطلابه من وسيلة تعليمية كهذه، ويكتفي بتمارين > حسابية ليست لها أهداف هادية ولا إثارة حادية. > > > ((هنا أحب أن أعلق ... فكروا معي بلعبة لتعليم الرياضيات ...كيف > تتخيلونها؟؟ وهل بالإمكان الاستفادة من القدرات البرمجية > الموجودة في الألعاب ثلاثية الأبعاد لخلق واقع افتراضي > جديد يدرس الرياضيات بطريقة ممتعة مرتبطة بالتطبيق العملي > لها في حياتنا ... بلغة عربية وكم تعتقدون بأن منهاجا > كهذا سيأخذ من الوقت والجهد ...ليقدم الى جيل الغد الذي > نعتمد عليه لانجاز النهضة...))
=====
ذكرتني بكتاب قرأته قبل أيام, كتاب مؤلف من قبل كاتب روسي (لا أذكر اسمه) بعنوان "الرياضيات المسلية", لا أعرف من الذي ترجمه و لكن بالتأكيد تم ذلك قبل أن أولد بما يزيد عن عشر سنين, و لكن و الحق يقال, كتاب يعرض الرياضيات (الجبر و الهندسة) بطريقة علمية و مشوقة, فيه ألعاب, ألغاز, مبادئ في التشفير, حكايات رياضية, مبادئ القياس و غيرها☺ تعليق أخير, هل نحتاج إلى ألعاب 3D لتعليم الرياضيات؟ لا أظن, أعتقد أن هذا سيضيف القليل من التعقيد على العملية!☺
لن أتكلم عن أهمية الرياضيات لأنني لن أضيف شيئاً جديداً. لا أحبذ كثيراً فكرة لعبة رياضيات ثلاثية الأبعاد. النقطة ليست بسبب كونها لعبة رياضيات، لكن لأن الموضوع أصبح "موضة". نجد اليوم الكثييير من الألعاب ثلاثية الأبعاد والتي لا تستفيد من ذلك بأي ميزة حقيقية. فقط من أجل أن يقولوا أنها لعبة ثلاثية الآبعاد... رأيي الشخصي هو أنه ما زال يحق لنا صناعة لعبة 2D إذا كانت حقاً لا تحتاج أي مزايا 3D. بل إن رسوم الـ 2D حتى اليوم تتفوق على رسوم الـ 3D إن تم إتقانها، باستثناء الألعاب التي تقوم بالكثير من المؤثرات الخاصة لدرجة أنها تتطلب أحدث كروت الشاشة لتشغيلها... مما يمنع الكثير من الأطفال من الاستمتاع باللعبة...
بالمقابل، ربما إن تم صنع هذه النوعية من الألعاب باستخدام فلاش لتعمل على الإنترنت فإنها ستفتح المجال للعديد من المزايا الجديدة. مثلاً، ملف شخصي للاعب يوضح إنجازاته منذ فترة تسجيله، تحديات رياضية مع لاعبين آخرين، ألغاز...الخ. وكلها دائمة التحديث ومنفذة برسومات جذابة وحركات سلسة وبدون أي تعقيدات...
I double that, any educational game should be simple and easy to grasp. this is almost easier wtih 2D games. In Japan these are the top selling games right now. You will be surprised to know that even adults use these games as a refereshment course in math, logic and language. Brain Age: Train your brain in Minutes a day
جرب هذا : en.wikipedia.org/wiki/Brain_Age:_Train_Your_Brain_in_Minutes_a_Day! (انسخه بنفسك إلى شريط العنوان في المتصفح) تحياتي! Moayad Mardini MSDN Forums Moderator
مشكلة في كود الموقع. سيتم إصلاحها عما قريب بإذن الله. Wikipedia يأخذ حالة الأحرف بعين الاعتبار ضمن الرابط (وهو ما يعقد الأمور برأيي)، و In|Structurez يقوم بجعل حالة الأحرف صغيرة لكل الروابط ضمن مشاركاته...