من الأحداث التي حصلت مؤخراً، دخل ادم لانزا (Adam Lanza) الى مدرسة أساسية و قتل ما يقارب 28 شخص[1] وهو في عمر 20 وسبق ذلك انه قتل أمه، وبعد البحث في هذه الحادثة تبين أن القاتل كان يلعب العاب الفيديو في قبو بيته، في حقيقة الأمر كان يلعب الالعاب العنيفة و غير العنيفة وحسب المصادر كانت لعبته المفضلة هي ماريو، و قد تبين من التقرير ان أمه كانت فاقدة للسيطرة عليه مؤخراً، إضافةً الى أنه يعاني من عدم الإحساس في اعصابه بالتالي اذا تم جرحه فأنه لن يشعر بالالم وكانت والدته حريصةً عليه لانه اذا جُرح لن يشعر بذلك، ومما زاد الأمر سوءً أن امه قامت باخذه الى نادي الأسلحة، كان ادم يعاني من القلق و الاحباط و الوسواس القهري في حياته و لعل هذا هو السبب الرئيسي في الجريمة.
وفي حادثةٍ اخرى أن يقوم لاعب بقتل لاعب اخر بعد بحث وملاحقة و تحري عن مكان المقتول دامت 6 اشهر في أرجاء فرنسا [2]، وسبب تلك الجريمه أن المقتول إنتصر على القاتل في لعبة (Counter-strike) مما أثار غضب القاتل ولحاقه مده 6 اشهر، يا ترى هل هذه الحادثه سببها العاب الفيديو ؟
ومؤخراً سمعنا عن جريمة مسجد النور في نيوزلندا التي راح ضحيتها 50 شخصاً و ما يقارب الـ50 مصاب[3]، و التي وقف العالم مندهشاً من أسلوب القاتل، هذا الاسلوب الذي صدف تشابهها مع العاب منظور الشخص الأول، وذلك بتركيب كاميرا من مكان الرؤية أعلى الرأس و تصوير الفيديو حتى ظن العالم أن القاتل يلعب لعبة في قتل المصلين لتشابه المشهدين، في حقيقة الأمر إن القاتل كان له فكر ارهابي متأصل بالحروب الصليبية وذلك يظهر جلياً في ما رُسم على سلاحه كما أنه خطط لهذه الجريمة من ثلاث أشهر وكتب في هذا التطرف ما يزيد عن الـ70 صفحة يشرح فيها عداءه للمسلمين. سلاح (برنتون) القاتل في جريمة نويزلندا -يظهر على السلاح تواريخ الحروب و عبارات تدل على العداء للمسلمين-
والحادثة الأعظم حصلت عندما قام اندرس بريفيك (Anders Breivik) في عام 2011 بقتل 69 شخص بالغ بعد ان قام بقتل 8 اشخاص في تفجير الحكومه [4]، كان اندرس يلعب العاب الفيديو بالاخص Call of duty MW2 ، و من ما يذكر عن هذه اللعبة أن فيها مرحلة (تم تحويلها الى مرحلة غير اجبارية على اللاعب) بعد اعتراض جهات دولية بسبب عنفية و عنصرية المرحلة حيث أن اسمها No Russians حيث يقوم سناريو المرحلة على ارتكاب مجزرة في داخل المطار، يذكر ان اندرس كان متأثراً بالفكر الاسلامي المشوه ، والذي تتبعه الجماعات الإرهابية مما دفعه الى ارتكاب افظع جريمة تم ربطها بالعاب الفيديو.
هذه عينه من الجرائم التي حصلت عبر التاريخ، والان هل فعلاً كانت هذه الالعاب وراء الجرائم ؟
ان الالعاب الفيديو سلاح ذو حدين، حالها من حال اي شيء في الحياة ففيها الجانب الإيجابي و فيها الجانب السلبي، فإذا أخذنا لعبة معينة مثلاً و لتكن من العاب القتال بالاسلحة المعروفة أمثال Call of duty او Counter-strike تحتوي هذه الالعاب على فريقين الأول هو الإرهاب و الآخر هو القوات الخاصه او الجيش، ويقوم كلا الفريقين بقتال الفريق الآخر بالأسلحة و القنابل، فإذا نظرنا الى الجانب الإيجابي فما لا شك فيه إن هذه الالعاب تزيد سرعة البديهة و توزيع المهام وسرعة إتخاذ القرار فهذه كلها من الأيجابيات، كما ولا بد من ذكر السلبيات وهي تشوية صورة الدين الإسلامي او صورة العرب، كما و تزيد هذه الالعاب التعلق بها و تسبب الإدمان مما يؤدي الى إهدار الوقت و ضياعه بالأضافة الى العصبية الزائدة عند منع اللاعب من اللعب.
على اليمين مشهد من مقطع بداية لعبة Call of duty و يظهر جلياً الإهتمام بالتفاصيل (المسبحة على مرآة السيارة) بالإضافة الى مشهد إرهابي على جانب الطريق في بيئة عربية على اليسار صورة من خارطة Dust 2 في لعبة Counter-Strike::GO و يظهر فيها طابع البناء العربي
إن التأثريات التي تم ذكرها في الفقرة السابقة سواء الإيجابيه منها او السلبية تكون كبيرة التأثير وفعلاً يمكنك أن ترى هذه الملامح بشكل شديد الظهور على شخصيه اللاعبين، وانا - كمبرمج العاب - أعتبر الالعاب سلاح أقوى من الإعلام بالتأثير على اللاعب و نشر فكرة معينة يمكن تضمينها بشكل غير مباشر، و تدخل الى عقل اللاعب بشكل لا إرادي أثناء اللعب.
فهل الالعاب شيء جيد ام سيء وهل يوجد فعلاً علاقة بين الالعاب والجرائم؟
القلم هو أداة يمكن إستخدامها لكتابة المعلومات على الورق، كما يمكن أن يكون أداة حادة تسبب الجرح او قلع العين إذا كانت مع طفل غير عاقل، الأمر ذاته في الالعاب فإن هناك العاب مناسبة لكل فئه عمرية كما يمكن ملاحظة الأحرف الموجودة بمربعات تدل على الفئة العمرية و على طبيعة محتوى هذه الالعاب، كذلك إن العينه التي تم ذكرها أعلاه جميعها العاب قتالية (العنفية)، بالتالي إن نوعية الالعاب مهمه، مثال ذلك لعبه Portal وهي لعبه تعتمد على التفكير حيث يقوم اللاعب بفتح بابين سامحاً لنفسه و للأشياء بالمرور عبرهما و بالتالي إتمامه اللغز، هذا النوع من الالعاب على عكس سابقه فهو نادر العنف، يغذي المخ بالتفكير، و التخطيط و المحاولة، إضافةً الى الشراكة مع شخص آخر، بنظري هذه اللعبة لها سلبية واحدة و هي السلبية الموجودة في كل الالعاب وهي إضاعة الوقت اما من الإيجابيات فحدث ولا حرج، كذلك من الالعاب الإيجابية أذكر ايضاً العاب شركة Command and conquer وهي العاب أستراتيجية يكون كل شخص يمثل حزب او دولة او تحالف معين ويتنافس ضد العدو في إستخراج المصادر وبناء الآليات وتجهيز الجيوش والمباني و الحرب على الطرف الآخر هذا النوع من الالعاب ينمي بشكل كبير التخطيط الإستراتيجي، حيث إن الاحتمالات الممكنة في طريقة تجهيز الجيوش والمباني تكون معقدة جداً مما يؤدي باللاعب الى التفكير بأفضل إحتمال وطريقة لتشكيل جيش مناسب للهجوم على الطرف الآخر، إن اختيار إحتمال الأصح بين ملايين الإحتمالات هي قدرةٌ زرعها الله فينا، وهناك عدة أساليب لتنمية هذه القدرة أسرعها هي الالعاب. صورة من لعبه Portal حيث يقوم اللاعب بحمل الصندوق ووضعه على الزر ليفتح الباب سامحاً لنفسه بالخروج من الباب
اما بخصوص الالعاب و الجرائم فلا شك ان الجرائم تتشابه مع مشاهد الالعاب و الافلام في الاسلوب، و طريقة إستخدام الاسلحة، ولكن إذا نظرنا الى الدافع فإنه في غالب الأحيان يرتبط بالتطرف او المرض النفسي او التربية الخاطئة وإستخدام الالعاب الغير مناسبة للفئة العمرية للاعب، كما لا أنفي أنه في حالات نادرة كان سببها الالعاب بشكل مباشر. نظام ESRP لتقييم الالعاب يمكنكم الرجوع للمصدر للاستزادة في المعلومات حول التقييمات [5]
وفي النهاية رسالتي الى الأهل، انصحكم بتحديد وقت لعب أبناءكم و عدم حرمانهم من اللعب وإن هناك ملايين الالعاب ذات الفائدة و ما ذكر في هذا المقال ليس الا عينه لا تتعدى قليل القليل من إجمالي عدد الالعاب بالعالم، كما و انصح بمراقبة ما يلعبه ابناءكم و دراسة هذه الالعاب دراسةً تحليلية، وذلك بالتساؤل ماذا تنمي هذه اللعبة؟ ما الأخطار التي تشكلها هذه اللعبة؟ هل الإيجابيات أكثر ام السلبيات ؟ وهل الاعب قادر على تحديد التأثير السلبي ؟ وما الفئه العمرية لهذه اللعبة؟
حصل خطأ في المنتدى و لم تتم اضافة مشاركتي (خطأ غير محدد)، مشاركتي المسكينة التي ذهبت ضحية الخطأ. المشكلة انني لا اتذكر كل ما كتبت و ربما حتى لو اعدت كتابته فإن نفس الخطأ قد يظهر مرة اخرى لذلك فإنني سأحاول في وقت لاحق
انك على الحق، لكن منطق هؤلاء الناس الذين يقرنون الألعاب بالعنف والوحشية خاطئ.
أنا أتفق أن الألعاب يمكن أن تكون ذات تأثير سلبي على الناس ولكن كذلك أي شيء أخر في العالم. أي استخدام خاطئ لغرض فانه سيشكل تأثير سلبي فقلم الرصاص مثلا يمكن استخدامه كأداة قتل (هل شاهدت جون ويك). كما أن العقلية الاجرامية لا يمكن أن تتطور وتبرز فقط من مجرد لعبة الأمر أعقد من ذلك بكثير المجرم لا يصبح مجرم بمجرد أنه لعب لعبة أو شاهد فيلما قد يلهمه ذلك لكن لن يحوله الى مجرم.
بالنسبة لموضوع الفئة العمرية فتلك مسؤولية الأهل لعدم مراقبتهم لما يلعبه أبناؤهم وباهمالهم للرقابة فهم أكبر طرف خاسر هنا.
في الواقع السلبية الوحيدة التي أراها من الألعاب هي اضاعة الوقت وجعل الشخص قليل الخروج من المنزل بسبب تعلقه باللعب مما قد يؤدي الى مشاكل في النظر وحتى النوم وألام في الرقبة والظهر ولكن هذا يرجع الى الأدمان والاستخدام الخاطئ والسيء من طرف المستخدم كما أسلفت في الذكر.
لا تخبرني بما لا أستطيع فعله | Don't tell me what I can't do
حصل خطأ في المنتدى و لم تتم اضافة مشاركتي (خطأ غير محدد)، مشاركتي المسكينة التي ذهبت ضحية الخطأ. المشكلة انني لا اتذكر كل ما كتبت و ربما حتى لو اعدت كتابته فإن نفس الخطأ قد يظهر مرة اخرى لذلك فإنني سأحاول في وقت لاحق
نعم لاحظت عده مشاكل اثناء كتابه المقال .. حتى اني اتطررت الى ان انسخ ما كتبت على تكست باد حتى لا اخسره اثناء النشر و العرض وكذلك الامر يوجد مشاكل مع الصور
شخصياً أعتقد أن الجواب يقبع بين الطرفين: طرف أنها مسؤولة عن تطور التصرفات الإجرامية وطرف عدم مسؤوليتها البتة وأن الخلل في الأصل من نفسية اللاعب.
رأيي هو أن الألعاب نعم تستطيع أن تؤثر سلباً وتكون هي الدفعة التي تقنع شخصاً غير متوازن بالأصل للإقدام على عمل جنوني. كما أنها تستطيع تحوير أفكار شخص متزن بالتدريج لتقبل أفكار لم يكن يتقبلها من قبل دون القدرة على دفعه لارتكاب ما يخالف قناعاته الأساسية.
مقاربة الأمور الحيادية بالألعاب لا تنطبق برأيي على الألعاب المعنية في هذه المناقشة. فأنا أتقبل المقاربة بين حيادية قلم الرصاص ولعبة تيترس مثلاً، وذلك لأن الأخيرة لا تحمل في طياتها رسالة سلبية مقصودة أساساً.. لكن افتراض حسن النية في مورتال كومبات إكس (Mortal Kombat X) أو لاست أوف أس ٢ (The Last of Us 2) غير منطقي. فهذه أمثلة صارخة بملء فمها ومكتوبة من قبل كاتب يريد إيصال فكرة مقصودة. في كلا اللعبتين يضطر اللاعب باستمرار لارتكاب القتل بتفاصيل شنيعة ودون مواربة وضد شخصيات بشرية اعتيادية ودون حتى خيارات للاعب لتفادي هذه التصرفات.
لا أقول أن من يلعب هاتين اللعبتين هو مشروع سفاح، لكن بكل تأكيد على الأقل ستجعل اللاعب يستمرئ مثل هذه المشاهد إن واجهها في الواقع أو طالعها في الأخبار. فبدلاً من أن تظهر لديه ردة فعل طبيعية تجاه مأساة ما، فقد يواجهها ببرود أو عدم اكتراث.. بعبارة أخرى هي تأكل من إنسانية الشخص.
أقول هذا الكلام وأنا واحد ممن فقدوا جزءاً من إنسانيتهم جراء مشاهد القتل سواء الحقيقية أو التمثيلية التي شهدها العالم في العقد الأخير من الزمن، وأحاول مكافحة هذا الأمر بالابتعاد عن الألعاب التي تمجد القتل والأفكار السيئة. فما نراه مفروضاً علينا هذه الأيام في أرض الواقع يكفينا وزيادة... وربنا يستر!