هذا الموضوع استكمال لنقاش بدأ في مجموعة الشبكة على الفيسبوك، ووجدنا أنه من المفضل الاستمرار به هنا لسهولة تداول الأفكار في المنتدى. الرابط الأصلي للمشاركة:
--------------- مرحبا بكم اصدقائي أريد ان افتح معكم نقاش و تساؤل دائما ما يتبادر في ذهني, اذا كانت العاب الغرب يستعملونها لاغراض دينية مثلا حيث تجد صور للصليب, نجمة داوود, رموز ماسونية .... فماذا باستطاعتنا نحن العرب القيام به من رموز و ايحائات عن ديننا في العابنا لنوجهه للغرب ؟؟؟ ---------------
سأنقل في مشاركة تالية ردي الأولي على الموضوع من الفيسبوك.
من وجهة نظري ، هذا من بين احد الاسباب التي تحبط تطور فكر تطوير الالعاب في العالم الاسلامي. عوض ان ناخذ من ثقافتنا ما يمكننا من انتاج سيناريوهات جيدة للعبة، نرى الكثير يريد تدين الالعاب ، جيث من البداية الى النهاية لا تخلو عبارات الله اكبر الى الامام، الاسلام، الانتصار، و هذا امر عبطي ، او بعبارة اصح "تطرف صريح
هناك لعبة واحدة ، مرت علي ، و هي لبعة قريش من تطوير افكار ميديا (تحية الى طاقم العمل و الى الاستاذين وسام و همام البهنسي)، و التي استنبطت من تاريخ المهد الاسلامي لتكون منها لعبة استراتجية من نفس الجودة و النوع لمنافساتها العالمية.
تراثنا غني جدا ، لو ابتعدنا عن التعصب ، فهناك الكثير من الافكار التي يمكن ان تحول الى قصص اللعاب، لكن بطريقة عقلانية ، و ليس اظهار عبارة 'الله اكبر' في كل زاوية من اللعبة
لاحظ كيف ان اليابان اكتسحت العالم بثقافتها بامور بسيطة ، مانجا و العاب ، و التي لا تفرض الثقافة اليابانية و انما تجعلها في الخلفية ، يعني لا تزعج ، و لاكنها موجودة و تضفي طابعا ملموسا للالعاب
اذا اردنا نشر ثقافتنا، فالاحرى بنا ان نعرف هذه الثقافة معرفة جيدة ، ثم نجاول ان نستلهم منها لا ان نفرضها
ارى ان الموضوع ، شبه اكاديمي ، و يحتاج الى بحث و جهد معتبرين حتى نخرج بنتيجة تدفعنا الى الاحسن
سؤال عميق جداً. هناك فرق كبير بين الدعوات الإسلامية والدعوات الغير إسلامية مثل الصهيونية والماسونية. الدعوة الإسلامية صريحة شفافة تدعو إلى فتح العقل والتفكر بالخالق للوصول إلى الحق وبالتالي الاعتراف بعظمة الخالق والخضوع له والإسلام به. أما الدعوات الصهيونية والماسونية عكس ذلك تماماً. فهي غامضة تحاول التسرب إلى الفكر وبث رسائلها في العقل الباطن لتتجاوز الضوابط والأخلاقيات الفطرية عند المشاهد. لذلك نجد أغلب الحالات التي تظهر بها هذه الرموز تكون حالات ماكرة متخفية.
اعتماداً على هذا الكلام، نستطيع أن ندرك أن طريقة إيصال الرسالة الإسلامية لا يجب أن تطابق الطريقة المتبعة مع الصهيونية والماسونية. في أغلب الحالات التي شهدتها، يقوم المصممون بإدراج الأفكار الإسلامية بشكل فج ومباشر جداً وقد يدعو للنفور. هذا (برأيي الشخصي) هو حالة تطرف إعلامي لها مبرراتها وأسبابها. لكن الأجمل والأفضل (برأيي أيضاً) هو طرح الأفكار لتظهر بشكل طبيعي سلس تلمس إحساس وفطرة المتلقي لمساً. وجهة نظري في ذلك تعتمد على أن رسالة الإسلام تخاطب فطرة الإنسان بشكل إيجابي. وهذا يجعل مهمتنا (كصناع إعلام مسلمين) أسهل من مهمة الأطراف الأخرى التي تبذل الكثير من الجهد لبث أفكارها. فنحن لا نحتاج إلى الكثير من الالتفاف والتعمية ... الخ الخ.
كخطوة أولى، يكفي أن نكافح حالة "التغريب" (alienation) التي تهاجمنا في الإعلام والتي تحاول التفرقة بين "الإنسان" و"المسلمين" مما يجعل "المسلمين" ليسوا بشراً، وبالتالي يذهب التعاطف من عند المشاهد عندما يرى مسلماً يـُقتل، فهو بالنسبة له "كائن غريب لا ينتمي إلينا". لو كافحنا هذه الظاهرة سنقطع شوطاً كبيراً. فلنظهر للمشاهدين أن المسلمين بشر يحبون حياة الحب والتآخي والمساعدة. يتألمون، يخلصون لأصدقائهم، يقفون معهم عند المحن... الخ. تفكر بهذا مقابل المشاهد النمطية في الإعلام الغربي عن المسلمين (ملتحي قصير الثوب عابس الوجه منغلق الفكر ينكل بزوجته) وتخيل كيف سيكون التأثير على المشاهد عندما يرى الصورة المغايرة لذلك.
بالمناسبة، الفرصة كبيرة هذه الأيام، إذ أن الكثير من متابعي الإعلام الغربي يعرفون أنه لا يغذيهم سوى بالأكاذيب والكراهية. ويتوقون لإعلام بديل يريهم صورة مغايرة. في هذا الصدد أشكر الجزيرة الإنجليزية، والتي (من حديثي مع بعض الكنديين هنا) هي قناتهم المفضلة على فوكس نيوز والسخافات الأخرى.