من منا على الأقل لم يسمع بلعبة Tomb Raider,إن لم يكن قد لعبها أساساً. هذه اللعبة التي بحسب آراء النقاد و مطوري الألعاب و المستخدمين استحوذت على قلوب الملايين من عشاق نمط الـ Action/Adventure, بدءاً من الجزء الأول الذي طرح عام 1998 و انتهاءاً بالإصدار الأخير :Tomb Raider - Underworld الذي سيتصدر الأسواق قريباً.
الذي لفت نظري فعلياً هي ليست التغييرات الجذرية التي أحدثت على اللعبة منذ البداية و حتى الآن من حيث الرسوميات و نمط اللعب, و لكن هو الاهتمام الأكبر بفحوى القصة و الحبكة, حيث أصبحنا كلاعبين ننشد أكثر نحو القصة و التعاطف مع شخصية Lara Croft, و لعل هذا بدا جلياً في الأجزاء الثلاثة الأخيرة التي سبقت الإصدار الجديد:
Angel of Darkness - 2003
Legend - 2006
Anniversary - 2007 - 2008
أذكر أنني عندما كنت ألعب الأجزاء الأولى من اللعبة, كنت ألعب لمجرد استكشاف المراحل الجديدة, أما الآن فأصبحت ألعب لأعرف ماذا سيحدث لاحقاً. أعرف أن البعض قد يظنه أمراً سخيفاً, ففي النهاية هي مجرد لعبة, و لكن بالنسبة لي فإني أهتم بقصة اللعبة أولاً, و من ثم باقي العناصر كنوع اللعبة و أسلوب اللعب. و لعل البعض يؤيدني في أن الإصدار Angel of Darkness كان الأكثر تشويقاً. حيث رأينا Lara و قد اتهمت بالقيام بسلسلة من جرائم القتل, إحداها مقتل Von Croy, فتحاول تبرئة نفسها و معرفة الفاعل الحقيقي لتكتشف في النهاية أن وراء هذه الأفعال تنظيم سري بأهداف شريرة. و كالعادة تحاول جاهدة إيقافهم.
 على العموم و كما هو معلوم عند الجميع تكاد ألعاب الفيديو في زمننا هذا لا تخلو من قصة و لو بسيطة. الله يرحم أيام ألعاب علي بابا: اصطد البط في لعبة Super Duck Hunter, أو أنقذ الأميرة Toadstool من قبضة الشرير Bowser  في Super Mario, أو أبق إصبعك على الزر A في مقبض التحكم و بقليل من التركيز تصدر كل السباقات في Road Fighter.
نهاية, لكل أنصار Tomb Raider , سيعجبكم هذا الموقع:
http://www.tombraider.com/

طريقة طرحك للحديث تشبه الطرح الذي نسمعه من ناقد يتكلم عن شخصية روائية. والحقيقة بالفعل ليست ببعيدة. فسلسلة Tomb Raider ترتبط بقصة تدعمها وتبرر لك الأفعال التي تتخذها خلال سير اللعبة. بل أعتقد أن كلمة "تبرر" ليست مناسبة، لأن الحقيقة هي أن القصة "تقود" اللاعب، وليست مجرد محاولة لتفسير الأمور بعد حدوثها.
يظهر هذا من خلال الألغاز التي تحتاج إلى تفكير منطقي لتحلها، وقد تحتاج إلى جمع أدلة خلال المرحلة بأكملها كي تتمكن في النهاية من الوصول إلى الحل. أي أن المرحلة مصممة حول اللغز.
 
هذه النوعية من الألعاب (والألعاب الأخرى التي تعتمد على قصة قوية تقودها) لها عدد واسع من المؤيدين، وقد كانت التيمة السائدة في التسعينات حيث أن القصة القوية كانت هي المحرك الأساسي لجعل اللاعب يعيش حالة تصديق (suspension of believe) بدلاً من رفض مجريات اللعبة بسبب ضعف الرسوميات مثلاً.
 
أعتقد أن محبي Tomb Raider لديهم أكثر من سبب لتعلقهم بها، وهذا يختلف طبعاً من شخص لشخص. فأيمن يجد أن القصة هي ما يمتعه، بينما آخر يجد أن شخصية لارا نفسها جذابة ويتعلق بها، وآخر يحب أجواء المراحل، وآخر يحب الألغاز...   أعتقد أنها بالفعل لعبة متعددة الجوانب☺
 
هناك ألعاب بطبيعتها ليست ذات قصة مثل فيفا، لكن حتى في هذه نجد أن اليابانيين قد جعلوا لها قصة كما شاهدنا في لعبة كابتن ماجد التي ما زالت تستمر وقد كان آخر إصدار لها على الـ Playstation2 ☺